أهمية التفكير فوق المعرفي لمعلم التربية الفنية



بشكل أساسي المتعلم الذي يمتلك قدرات ومهارات التفكير فوق المعرفي يمتاز بقدرته على توجيه وتنظيم عملية تعلمه وتحمل مسؤوليتها، واستخدام مهارات التفكير لتوجيه تفكيره وتحسينه، هذا بالإضافة إلى أن التفكير فوق المعرفي يساعد المعلم على اتخاذ القرارات المناسبة في المواقف المختلفة، كما أنه يجعل المعلم يتعامل بفاعلية مع المعلومات من مصادرها المختلفة سعيًا وراء تحقيق مستوى أفضل من فهم هذه المعلومات وتوظيفها في مواقف حياته اليومية (Lindstrom, 1995)، ويرى جروان (1999) أن إكساب المعلمين مهارات التفكير فوق المعرفي يعني مساعدتهم على الإمساك بزمام تفكيرهم بالرؤية والتأمل، ورفع مستوى الوعي لديهم إلى الحد الذي يستطيعون التحكم بالتفكير وتوجيهه بمبادرتهم الذاتية في الاتجاه الذي يؤدي إلى بلوغ الهدف.
وقد أورد الشربيني والطناوي ( 2006 ) بعض جوانب أهمية التفكير فوق المعرفي، منها تنمية القدرة على الانتقاء، والتجديد، والابتكار، ومواجهة الكم المعرفي المتسارع المدعَّم تكنولوجياً، وتمكين المعلم من توليد الأفكار الإبداعية، والوعي بأساليب المعالجة الدماغية، وتنمية التفكير الناقد، والتفكير الابتكاري، نتيجة لوعي المعلم باستراتيجيات التعامل مع المعرفة، وقدرته على استخدامها في مواقف التعلم المختلفة، ومساعدة المعلمين في التحكم في تفكيرهم، وتحسين أساليبهم في القراءة، واستذكار المعلومات، وتحسين القدرة العامة على الاستيعاب لديهم، من خلال إجراء التعديلات اللازمة في ضوء المواضيع والمفردات.
كذلك تنطلق أهمية التفكير فوق المعرفي، من كونه نمطًا من أنماط التفكير، وليس نمطًا عاديًا، بل هو على مستوى عالٍ من التفكير، ويُعد جزءًا مؤثرًا في تنمية خبرات الأفراد، ينمو مع التقدم في العمر، ويمكن تنمينه من خلال التعليم والتدريب، وهو ما يعني ضرورة مساعدة المعلم على التفكير، والقدرة على كسب المهارات غير المرتبطة بمعرفة معينة، والتي يمكن ممارستها على معارف مختلفة، بمعنى امتلاك معارف واستراتيجيات التفكير فوق المعرفي، وخاصة أن النظرية الحديثة للتعلم تنطوي على ثلاثة مسلمات (إبراهيم، 2012، 662):
1-  التعلم عملية بناء المعرفة؛ وليس مجرد استلامها أو استيعابها جاهزة.
2-  التعلم عملية تعتمد على توظيف المعرفة؛ حيث يتم استخدام المعرفة في بناء معارف جديدة
3-  المتعلم واع بالعمليات المعرفية، ويمكنه التحكم بفاعلية فيما يتعلمه.




المراجع:
-      إبراهيم، منى توكل (2012). فعالية مقرر تنمية مهارات التفكير في إكساب مهارات ما وراء المعرفة وتنمية القدرة على التفكير الإبداعي لدى طالبات الجامعة. مؤتمر العلمي السنوي العربي الرابع لكلية التربية النوعية جامعة المنصورة ( إدارة المعرفة وإدارة رأس المال الفكري في مؤسسات التعليم العالي في مصر والوطن العربي )، مج 2، إبريل، 651-682.
-     جروان، فتحى عبدالرحمن (1999). تعليم التفكير مفاهيم وتطبيقات، العين، دار الكتاب الجامعي.
-         الشربيني، فوزي والطناوي، عفت (2006). استراتيجيات ما وراء المعرفة بين النظرية والتطبيق، المنصورة، المكتبة العصرية للنشر والتوزيع.

مهارات التفكير فوق المعرفى



اتجه كثير من الباحثين نحو تصنيف مهارات ما وراء المعرفة إلى مهارات فرعية متنوعة، إلا أن معظم هذه التصنيفات قد شهدت اتفاقًا ملحوظًا حول مهارات محددة لما وراء المعرفة وهي مهارات: التخطيط، والمراقبة والتحكم، والتقويم، وتُعد هذه المهارات الأكثر اتفاقًا والأكثر شيوعًا، وعلى الرغم من اختلاف مسميات بعض هذه المهارات إلا أن المضمون يؤدي إليها (قاسم، 2007، ص ص 145-148).
وفي هذا الإطار يستند البحث الحالي على مهارات: التخطيط، المراقبة والتحكم، والتقويم، والتي سوف يتم عرضها على النحو التالي (جروان، 1999، ص ص 48-50):
1.  مهارة التخطيط Planning skill: يقصد بها القدرة على اقتراح الأهداف وتخصيص وقت محدد للدراسة واختيار المصادر والاستراتيجيات المناسبة للتعلم، وكذلك تنظيم العناصر الأساسية المرتبطة بموضوع ما تنظيمًا منطقيًا، مما يساعد على تنظيم الأفكار في تسلسل معقول، كذلك تحديد العقبات والأخطاء المحتملة وأساليب مواجهة الصعوبات والتنبؤ بالنتائج المتوقعة.
2.  مهارة المراقبة والتحكم Monitoring& Controlling: يقصد بها القدرة على التلخيص والتساؤل الذاتي حول تنفيذ المهمة وربط المعلومات الجديدة بالمعرفة القديمة، وتصور التطبيقات الحقيقية والقدرة على تحقيق الأهداف الفرعية، مما يؤدي إلى تحقيق الهدف الرئيس، وتتضمن هذه المهارة الإبقاء على الهدف في بؤرة الاهتمام، والحفاظ على تسلسل العمليات، ومعرفة متى يتحقق هدف فرعي، ومتى الانتقال إلى التالي، واكتشاف العقبات والتخلص منها.
3.  مهارة التقويم Assessment skill: ويقصد بها القدرة على الحكم الذاتي للمتعلم على ما تعلمه ومدى تحقيقه للأهداف بكفاءة وما الذي تحقق وما لم يتحقق ولماذا، وتتضمن أيضًا تقييم مدى تحقق الهدف، الحكم على دقة النتائج، تقييم مدى ملائمة الأساليب التي استخدمت، وكذلك تقييم كيفية تناول العقبات والأخطاء، وتقييم فاعلية الخطة وتنفيذها.



المراجع:
-     جروان، فتحى عبدالرحمن (1999). تعليم التفكير مفاهيم وتطبيقات، العين، دار الكتاب الجامعي.
-   قاسم، همت عطية (2007). فعالية الوسائل الفائقة على التحصيل وإكساب طلاب تكنولوجيا التعليم بعض مهارات التفكير فوق المعرفي. رسالة ماجستير، كلية التربية النوعية، جامعة عين شمس.